اللوزتان والزوائد الأنفية هي في الأساس عُقَد لمفاوية، حيث توجد اللوزتان في الجزء الخلفي من الحلْق، بينما توجد الزوائد الأنفية في الجزء الخلفي من الأنف. ولا تختلف هذه العُقَد اللمفاوية عن المئات من العقد الليمفاوية الأخرى الموجودة في الرقبة والصدر والبطن ومنطقة أصل الفخذ. وهي جزء من الجهاز المناعي للجسم، ولا تمتلك أي ميزات خاصة تتعلق بمكانها في الجسم، لا سيما أنه لا يوجد دليل يشير إلى أنها تحجز البكتيريا عند دخولها إلى الفم. ويختلف حجم اللوزتين والزوائد الأنفية اختلافاً كبيراً حسب عمر المريض، وعلى حسب وجود التهاب أو عدمه.
ما هي المشاكل التي قد تتعرَّض لها اللوزتان والزوائد الأنفية؟
هناك نوعان من المشاكل التي يمكن أن ترتبط باللوزتين والزوائد الأنفية، وهما:
- اللوزتان والزوائد الأنفية التي تعاني تضخماً قد تؤدي إلى انسداد مجرى الهواء والطعام الذي يوجد خلف الأنف والحلْق. وعادةً ما يحدث هذا الأمر لدى الأطفال، وقد يُسبِّب انسداداً دائماً في الأنف، ومن ثم التنفس من خلال الفم. وعادةً ما تزداد المشكلة أثناء الليل، حيث قد يعاني المريض انسداداً كاملاً في مجرى الهواء لبضع ثوان. ولا يُشكِّل هذا الأمر خطورة حال حدوثه، ولكنه قد يُسبِّب مشاكل كبيرة إذا استمر لبضعة شهور أو أعوام دون معالجة، إذ إنه يؤثِّر في الأساس على القلب والرئتين.
- الالتهابات المتكررة في اللوزتين: يحتوي سطح اللوزتين على العديد من الجيوب الصغيرة التي تتراكم بداخلها خلايا الجلد الميتة وبقايا الطعام. وتُمثِّل هذه الجيوب مناطق ملائمة جداً لنمو البكتيريا. وهذه البكتيريا سوف تتمكَّن بعد ذلك من الوصول إلى اللوزتين، وتُسبِّب الالتهاب.
عندما يتعاطى المريض المضادات الحيوية، فإنها تمر عبر الدم إلى اللوزتين وتُزيل الالتهابات. وعلى الرغم من ذلك، ستظل البكتيريا كامنة في الجيوب الموجودة على سطح اللوزتين، لأن الدم والمضادات الحيوية لا يستطيعان الوصول إلى هذه المناطق التي لا تحتوي على أي أوعية دموية. وهذا الأمر بدوره يُسبِّب الالتهابات المتكررة.
الأثر الوحيد المُترتِّب على حدوث الالتهابات المتكررة في اللوزتين يتمثَّل في الشعور بالألم وعدم الارتياح المرتبط بهذه الالتهابات المتكررة. ولا تحدث أمراض القلب الناتجة عن الحمى الروماتيزمية إلا في الحالات التي يتم فيها تجاهل هذه الالتهابات لفترة طويلة، لا سيما في المناطق التي لا يوجد بها رعاية طبية كافية.
ما هي الأسباب الداعية إلى استئصال اللوزتين والزوائد الأنفية؟
هناك علامتان تشيران إلى ضرورة استئصال اللوزتين والزوائد الأنفية:
- مؤشرات أو أسباب قاطعة: توقف التنفس أثناء النوم، أو توقف المريض عن التنفس ليلاً لبضع ثوانٍ بسب تضخم اللوزتين والزوائد الأنفية.
- مؤشرات وأسباب ثانوية: مثل الإصابة بالالتهابات المتكررة أو انسداد الأنف الذي لا يُسبِّب توقف التنفس أثناء النوم. وترتبط عملية اتخاذ قرار باستئصال اللوزتين بمعدل تكرار الإصابة بالالتهابات، ومقدار ما تُسبِّبه من مشاكل للمريض.
هل يُسبِّب استئصال اللوزتين أي مشاكل؟
عندما يتم استئصال العُقَد الليمفاوية، فإن الجسم عادةً ما يتكيَّف ويقوم بتعويضها من أجل مواجهة هذا الأمر. وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص قد أثاروا مخاوف نظرية حول استئصال اللوزتين، إلا أنه قد أجريت العديد من الدراسات لدراسة أي آثار مرضية مُترتِّبة على استئصال اللوزتين، وليس هناك سبب للاعتقاد بأن الجراحة التي يتم إجراؤها بشكل روتيني على مدى مئات السنوات تُسبِّب ضرراً لجسم الإنسان.
ما هي النتائج المُترتِّبة على الجراحة؟
عادةً ما تستغرق العملية الجراحية 30 دقيقة، ويتم إجراؤها تحت التخدير الكلي. وبعد الجراحة، يشعر المريض بالألم وعدم الارتياح، وهو شعور يزول مع استخدام أدوية تخفيف الألم.
سوف يعاني المرضى أيضاً ارتفاعاً في درجة الحرارة لمدة أسبوع تقريباً بعد إجراء الجراحة. ويتمثَّل الأمر الأكثر أهمية فيما يتعلَّق برعاية المريض بعد إجراء جراحة استئصال اللوزتين في تناول كمية كافية من السوائل، لا سيما بالنسبة إلى الأطفال. وفي حال تناول المريض كميات كافية من السوائل، لن تكون هناك أي مشاكل ذات أهمية تدعو إلى القلق. ولا تحدث الالتهابات بعد إجراء الجراحة. ونادراً ما يحدث النزيف، والذي يحدث عادةً بعد أسبوع واحد من العملية الجراحية، عندما يتم استبدال الطبقة المؤقتة لتحل محلها الطبقة الدائمة. لذلك، من الضروري عدم تناول أي أطعمة صلبة، لا سيما خلال الفترة بين اليوم السابع والعاشر بعد إجراء الجراحة. وإذا حدث نزيف بعد الجراحة، يجب الاتصال بالطبيب المُعالِج الذي سوف يتولى معالجة الأمر بكل سهولة.
احجز موعدًا